القديسة سانكتيمو
تنتمي هذه الراهبة الى إحدى العائلات الارستقراطية فى اسبانيا فنشأت على الآداب المسيحية وعلمها والديها القراءة فى الكتاب المقدس ومطالعة سير القديسين والذهاب الى الكنيسة فإنعكس كل ذلك على تكوينها النفسى وبناءها القلبى من الداخل. اشتاقت سانكتيمو الى الحياة الرهبانية فتركت مجد العالم وزخرفة وتنعمات الحياة لتلتقى بالحبيب الأعظم والتحقت بأحد أديرة العذارى. عاشت هذه الأم القديسة فى حياة التقوى والفضيلة ساهرة الليالى فى الصلاة وتلاوة الكتاب المقدس الذى هو أنفاس الله. باحثة عن فضائل القديسين من خلال القراءة فى سيرهم الطاهرة. وقديستنا هذه كانت لها اشتياقات لكى تزور الأماكن المقدسة التى عاش فيها السيد المسيح له المجد. ففى عام 381م قامت برحلتها التاريخية التى استمرت
ثلاثة سنوات حيث قامت بزيارة اورشليم وأماكن (الميلاد ونهر الأردن ومكان
الصلب كما زارت فلسطين ومصر والتقت هناك بالأباء الكبار للرهبنة). لم تكتفى بذلك بل كانت لها عزيمة قوية فى أن تزور أماكن رحلة خروج بنى إسرائيل من مصر. نعم لقد جاهدت فى رحلتها هذه جهاد الأبطال كاشد الرجال فى تسلق الجبال ، ولما لا إذا كانت العزيمة صادقة والقلب ملتهب بمحبة الآب السماوى.
لقدصعدت أعلي الجبل الذى تقابل فيه موسى النبى مع الله فى سيناء. كما
صعدت لجبال التجلى (جبل طابور). والجبل الذى ألقى عليه السيد المسيح عظته الخالدة جبل إيليا الذى سكن فيه وكثير من الأماكن المقدسة هذا وتعتبر رحلة هذه القديسة من أهم الرحلات المسيحية وزادت من أهميتها أنها قامت بتدوين ما رأته ووصفت كل شئ بتدقيق وكانت ترسل هذه الكتابات الى إخوتها الراهبات للمنفعة العامة. كذلك وصفت الأم سانكتيمو الخدمات الليتورجية فى اورشليم وعبادتها الطقسية ومدى تأثير العبادة فى قلوب الناس مع وصفها للمقادس الدينية والكنائس وصفاً فريداً شارحة كل ذلك بأسلوب روحى بسيط. فطوبى لك أيتها الأم القديسة التى جاهدت وسافرت قاطعة الأميال وسط طرقات الجبال الصعبة وقمم الجبال الشاهقة غير مهتمة بأخطار السفر في ذلك الوقت متتبعة أثار المسيح الرب فى أماكن ميلاده وعماده وحياته وآلامه وقيامته حيث كنتى تتعزي بتعاليم الكتاب وحكمة الأباء.
بركة صلاة هذه الراهبة القديسة
فلتكن معنا آمين